يتألف
جسم الإنسان ما يزيد على 30 تريليون خلية بشرية، كل خلية من هذه الخلايا سواء كانت
في المخ أو الرئتين أو الكبد أو الجلد أو في أي مكان آخر من الجسم نشأت كلها من نوع
واحد من الخلايا غير تامة التطور تسمى الخلايا الجذعية، و حيث تتميز الخلايا
الجذعية بقدرتها على التحور و التمايز إلى أي نوع آخر من الخلايا البشرية في الجسم.
وفي
بداية تكون الجنين، توجد هناك خلية واحدة جذعية غير متمايزة ذات نواة عملاقة وسيتوبلازم
وجدار خلوي، تبدأ في الانقسام والتكاثر لتكون كل خلية من خلايا اجسامنا، هذه
الخلية تحتوي على كامل الكود الوراثي الجيني للإنسان اللازم لإنتاج جميع أنواع
الخلايا المتخصصة في جسم الانسان. وبعد أن تتطور اجسامنا، وبجانب عشرات
التريليونات من الخلايا المتخصصة (الجلد، القلب، العضلات، الكلي) يتبقى مجموعة من
الخلايا الجذعية الساكنة، والتي يكون دورها المساعدة في اصلاح أي أنسجة تالفة في
الجسم، وهذه الخلايا الجذعية تتواجد تقريباً في كل جزء من جسم الانسان سواء في النخاع
العظمي أو الأنسجة الدهنية وفي جميع أنسجة الجسم.
و
يقول البروفيسور روبرت الحريري و الذي يعد واحداً من أوائل و أشهر العاملين في
مجال الخلايا الجذعية، بأن الخلايا الجذعية تعتبر مجموعة إصلاح و صيانة طبيعية
رائعة لأجسامنا، و هي بطبيعتها جاهزة للحركة و اصلاح الضرر أينما كان في أجسامنا
ولكن
طالما لدى أجسامنا القدرة على اصلاح التلف، فلماذا نشيب ونضعف، و ما الخطأ الذي
يحدث إذاً؟! هناك افتراضان نظريان لتفسير
ذلك:
·
الأول أننا نستنفذ ونستهلك
كل مخزوننا من الخلايا الجذعية على مدار أعمارنا، وحتى لا يصبح لدينا أي مخزون
كافي لإصلاح الضرر.
·
الثاني أن خلايانا
الجذعية تقاسي تغيرات لا وراثية هدامة خلال حياتنا تجعل من الخلايا الجذعية أقل
كفاءة وأقل قدرة على التحور وعلى القيام بدورها.
وبهذا تفقد
أجسامنا القدرة على اصلاح أي خلل وتتجه نحو الشيخوخة والموت.
نعم
الأعمار بيد الله، لكن الله – سبحانه و تعالى – جعل لكل شيء سبباً، و جعل للإنسان
عقلاً للنظر في هذه الأسباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق