بحلول عام 2050، من المتوقع أن يبلغ تعداد سكان القارة الأفريقية 250% من تعداد السكان الحالي .. فهل تستطيع الزراعة الإفريقية توفير الغذاء الكافي لهذا العدد من السكان؟!!
للإجابة على هذا السؤال قام فريق من الباحثين من جامعة فاخينينجن Wageningen University الهولندية بالتعاون مع عدد من الباحثين الأفارقة وفريق من جامعة نبراسكا الأمريكية بدراسة موسعة في جمعت فيها بيانات من 10 دول في أفريقيا جنوب الصحراء يشكل سكانها أكثر من 54% من مجمل سكان المنطقة، وقاموا بإنتاج خرائط للانتاج والطلب على خمسة محاصيل حبوب رئيسية وهي الذرة والدخن millet والأرز والسورجم والقمح. وقد توصل البحث المنشور في دورية PNAS العلمية إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه الزراعة الإفريقية هي أن إنتاجية الهكتار منخفضة للغاية مقارنة بالمعدلات العالمية، فإنتاج الهكتار من الذرة في أفريقيا جنوب الصحراء لا يتجاوز 20% فقط من الإنتاج المتوقع في الولايات المتحدة وهولندا (2 طن للهكتار في أفريقيا بينما يتجاوز 7 أطنان للهكتار في الولايات المتحدة وهولندا). وخلال السنوات الماضية لوحظ أن الزيادة السنوية في إنتاج الهكتار من الذرة لا يتجاوز 30 كيلو جرام للهكتار، وقد قدر الفريق البحثي أن أفريقيا بحاجة ملحة لتحديث تقنيات الزراعة بها لتزيد من الإنتاجية المتوقعة من وحدة المساحة، ويخلص البحث إلى أن زيادة سنوية بمقدار 130 كيلوجرام (خمسة أضعاف الزيادة الحالية - من إنتاج الذرة -على على سبيل المثال - لازمة لسد الفجوة بين الإنتاجية الإفريقية والإنتاجية العالمية. وقد أوضح باحثون من مركز بحوث تطوير الذرة والقمح في أثيوبيا (CIMMYT) أن أفريقيا بحاجة لتسريع عملية التكثيف الزراعي intensification وتبني أصناف محلية مطورة من البذور تناسب الظروف الإفريقية، مع تطوير وتوفير الأسمدة والسيطرة على الآفات والأمراض النباتية لسد هذه الفجوة. إلا أنه وحتى إذا ما ارتفعت الإنتاجية الإفريقية لوحدة المساحة لتصبح مساوية للمعدلات العالمية فإن ذلك قد لا يكفي لسد احتياجات القارة من الغذاء، حيث يلزم بالإضافة إلى ذلك التوسع الأفقي من خلال استصلاح الأراضي واستغلال مساحات من الأراضي الغير مزروعة لتدخل حيز الأراضي الزراعية، رغم ما قد يمثله ذلك من ضغط على الحياة البرية و مساحات الغابات وما يصاحب ذلك من مخاطر على بيئة كوكب الأرض.
المصادر:
https://www.sciencedaily.com/releases/2016/12/161213074109.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق