أعلنت وكالة ناسا لعلوم الفضاء أن تحليلات
حديثة لصور الأقمار الصناعية المأخوذة بأقمار NASA's GRACE satellites في الفترة من 2003 و حتى 2013، دلت على أن عدداً
كبيراً من أكبر خزانات المياه الجوفية على مستوى العالم – و التي تعد مصدر للمياه
لمئات الملايين من البشر – في طريقها للنضوب بصورة سريعة و مقلقة.
حيث أوضحت الدراسة أن 21 خزان من إجمالي 37 خزان هم الأكبر على
مستوى العالم تمتد مواقعها بين الهند و لصين و الولايات المتحدة و فرنسا ، قد
تجاوزت النقطة الحرجة للإستدامة، مما يعني أن معدلات سحب المياه بهذه الخزانات زاد
و تجاوز معدلات التغذية خلال عقد من الزمان استغرقتها الدراسة. و قد توصل العلماء
ممن قاموا باجراء هذه الدراسة إلى أن 13 خزان منها تتناقص بمعدلات تضعها ضمن الفئة
ذات الأسوأ ذات الإشكالية الكبرى، و بصورة يصعب معها استعادتها لنقطة الاتزان.
و قد صرح البروفيسور Jay Famiglietti كبير علماء بوكالة
ناسا لأبحاث الفضاء و المختص بدراسات المياه، أن الموقف حرج و خطير للغاية بالنسبة
للخزانات الجوفية موضع الدراسة. إن امتلاء هذه الخزانات تأخذ ألوف السنين لتمتلأ
بالمياه، و هي ليست في كثير من الأحوال متجددة بمعدلات مقبولة.
و تمثل المياه الجوفية 35% من مجمل المياه التي يستهلكها البشر حول
العالم، و فقد أوقات الجفاف يتزايد الاعتماد على المياه الجوفية حتى عن هذه
المعدلات. و كمثال فإن كاليفورنيا في الوقت الحاضر – و حيث أمضت الآن أربع سنوات
من الجفاف الذي لم يسبق له مثيل في تاريخها – تعتمد بنسبة تتجاوز 60% في امدادها
بالمياه على الأحواض الجوفية، و حيث أنها كانت قبل موجة الجفاف تعتمد على المياه
الجوفية في توفير 40% فقط من احتياجاتها المائية على المياه الجوفية. و يتوقع
الخبراء أن كاليفورنيا ستصبح معتمدة بشكل كامل و بنسبة 100% على المياه الجوفية
بنهاية عام 2015.
إلا أن التهديد الأكبر يقع في المناطق ذات الكثافة السكانية
العالية و المناطق الأكثر فقراً كجنوب غرب الهند و باكستان و جنوب أفريقيا، حيث
يكون توفير بدائل للمياه الجوفية محدوداً، و النقص في الامداد المائي له أثر أعمق
و أسوأ على مجمل المنطقة.
فيما صرح الباحث جوردون جرانت Gordon Grant عالم الهيدرولوجي في جامعة
أوريجون Oregon
State University (و الذي لا علاقة له بالمجموعة التي أجرت البحث) بأن هذه الدراسة
تمثل أول فرصة لنا لنتفحص و نرى معدلات التغير في هذه الخزانات الكبرى عبر الزمان.
و لقد ربط العلماء بين التغيرات المناخية و سيادة الجفاف، و كذلك
الانفجار في عدد سكان العالم بالسحب الجائر من هذه الخزانات و بصورة تتناقض مع
مفاهيم الاستخدام العادل و مفهوم استدامة المرد الطبيعي.
التقديم و الترجمة عن المصدر : د/ أشرف خليفة
المصدر http://www.washingtonpost.com/blogs/wonkblog/wp/2015/06/16/new-nasa-studies-show-how-the-world-is-running-out-of-water/