بالأمس نزلت من منزلي الهادئ في ضواحي مدينة أكتوبر بعد الإفطار - على غير العادة - لمشوار طارئ في الهرم - فيصل، و رغم الزحام المروري المعتاد في هذا الوقت، فإن ما استلفت نظري هو أن أزمة المرور في شارع فيصل سببها الرئيسي المقاهي المنتشرة على جانبيه، فكل مقهى قد قرر من تلقاء نفسه و تحت ضغط الزبائن المساطيل أن يحتل نصف الشارع، و يمتد بمعدل لا يقل عن 5 أمتار خارج المقهي ليشغل الرصيف و أماكن انتظار السيارات على جانب الطريق أيضاً، و بالتالي فلا مكان للمارة ليسيروا على الرصيف و عليه السير في عرض الشارع، و لا مكان للسيارات لتقوم بالانتظار فيه، و الألعن أن معظم الصيع الجالسين على المقهى قد جاؤا بسياراتهم (الملاكي و الميكروباس) ليضعوها أمام المقهى الجالسين عليه صف ثالث أو رابع (لأن الصف الأول و الثاني للانتظار مشغولة بكراسي المقهي)، و ليغلقوا الرصيف أمام المارة و الطريق أمام السيارات.
أنه ليس مقهى واحد ، و لا أثنان أو حتى ثلاثة مقاهي، بل هي عشرات من المقاهي (لا تقل عن العشرين) حتى ليعجز المرء عن احصاءها، و كلها مشغول معظم مقاعدها بالرجال و الشباب الصيع، حتى لكأنك تشعر أن مصر كلها تجلس على المقهى. شعب مصر العظيم لا يستحق- في معظمه - هذا الوصف، فهو شعب جاهل، لا يقرأ و لا يعمل و لا يرغب في بذل أي جهد، و هو لا يتقن شيئاً إلا فن تضييع الوقت فيما لا يفيد و لا ينفع. لا أمل و رجاء في أي تقدم أو ازدهار في ظل هذا المشهد و هذه القيم و الأخلاقيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق