كيف يمكن أن تساهم الأراضي الزراعية في الحد من التغيرات المناخية
قدر العلماء أن الأراضي الزراعية وأراضي الغابات والمراعي تمسك
بكمية من الكربون تصل إلى 2500 بليون طن من الكربون، وهي تفوق ثلاثة أضعاف الكربون
الموجود في الهواء والمقدرة كميته ب 800 بليون طن، وكذلك الكربون العضوي الموجود في
مجمل أجسام الكائنات الحية والبالغة كميته 560 بليون طن (احصائيات الفاو 2015).
ويعتقد العلماء أن التربة الزراعية قد فقدت أكثر من نصف محتواها
من الكربون (المادة العضوية) إذا ما قورنت بمستويات المادة العضوية قبل عصر النهضة
الصناعية، نتيجة عمليات التكثيف الزراعي، وأن هذا الكربون قد وصل إلى الغلاف الجوي
في صورة ثاني أكسيد كربون، وهو ما ساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويرى الكثير من العلماء أن الحل الجذري لمشاكل التغيرات المناخية
يتمثل في إحداث انعكاس في هذا المسار عن طريق تخزين المزيد من الكربون في التربة،
بدلاً من فقدانها للكربون وانتقاله للغلاف الجوي. ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق زيادة
محتوى التربة من المواد العضوية بالاعتماد على تقنيات الزراعة العضوية. ويقدر بعض العلماء
أن الطبقة السطحية من التربة يمكنها تخزين كمية إضافية من الكربون تبلغ 1-3 بليون طن
من الكربون سنوياً، وهو ما يعادل سحب 11 بليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف
الجوي، علماً بأن العالم يطلق سنوياً 32 بليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الهواء
نتيجة حرق الوقود الأحفوري.