السبت، مارس 03، 2018

مقاومة الحشائش باستخدام الروبوت .. من أجل التوقف عن استخدام مبيدات الحشائش الكيميائية


تعد مقاومة الحشائش واحدة من أهم العمليات الزراعية التي يقوم بها المزارعون من أجل ضمان الحصول على محصول جيد، حيث يؤدي إهمال مقاومة الحشائش إلى منافسة تلك النباتات الضارة للمحصول المنزرع في الحصول على المغذيات والماء من التربة، وقد تصل في حالات أخرى إلى منافسته على الضوء أو التطفل عليه. ويلجأ مزارعو المحاصيل الحقلية التي تزرع على مساحات واسعة مثل الذرة وفول الصويا والقمح إلى مبيدات الحشائش الكيميائية لمقاومة انتشار الحشائش رغم الأضرار البيئية التي تخلفها تلك المبيدات. أما مزارعو الخضر كالطماطم والبصل والخضر الورقية فيواجهون مشكلة صعوبة استخدام تلك المبيدات الكيميائية نظراً لقصر عمر المحصول واحتمالية رفضه لارتفاع متبقيات المبيدات به، فلا يصبح أمامهم سوى المقاومة اليدوية للحشائش بالعزيق أو اقتلاع نباتات الحشائش يدوياً. ويعيب عملية المقاومة اليدوية للحشائش عدم توفر الأيادي العاملة الكافية في كثير من الأحيان بالإضافة لإرتفاع التكلفة، والتي تتراوح في المزارع الأمريكية ما بين 150-300 دولار للفدان (الإيكر). وقد دفع هذا لتطوير وتبني ما يعرف بالروبوت المخصص لمقاومة الحشائش، والتي تتراوح أسعارها حالياً في الولايات المتحدة ما بين 120-175 ألف دولار، ورغم ارتفاع أثمانها فإن كبار المزارعين يرونها أكثر اقتصادية على المدى الطويل، كما أنها تعتبر صديقة للبيئة لما ستحدثه من تقليل في استخدام مبيدات الحشائش الكيميائية. وتعتمد هذه الروبوتات على تمييز الحشائش عن نباتات المحصول المنزرع من خلال كاميرات مثبتة بها تنقل الصورة للحاسب الآلي المدمج فيها، لمقارنتها مع قاعدة بيانات الحشائش المزود بها الكومبيوتر ومع الشكل المورفولوجي لأوراق النبات الاقتصادي المنزرع، ومن ثم تحرك ذراع آلي لانتزاع أي نبات يخالف نوع المحصول المنزرع. وتبلغ دقة العملية أكثر من 85% حالياً، ويتوقع تطور العمل وزيادة الدقة مع المزيد من التجارب والتحسين على النماذج الحالية لهذه الآلات.  


د/ أشرف خليفة  Dr. Ashraf Khalifa
ashraf.khalifa@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق