السبت، أغسطس 27، 2005

رواية شفرة دافنشي

رواية "شفرة دافنشي".. رؤية معارضة للمسيحية.

الرواية تنتقد تأليه المسيح و الخروج به عن الطبيعة البشرية، و تعلى من شأن مريم المجدلية.

رواية "شفرة دافنشي" للكاتب الأمريكي للكاتب دان براون ، وكما وصفتها "نيويورك تايمز" لا تقل في تشويقها عن سلسلة روايات "هارى بوتر" الشهيرة. وقد اثارت هذه الرواية ما اثارت من ضجة في اوروبا واميركا بلغت حد الاستياء والنقد.


ترجمت الرواية إلى 50 لغة عالمية بينما وزعت الطبعة الإنجليزية منها حتى الآن أكثر من 10 ملايين نسخة، ويظن أن دان براون نفسه كان مفاجأة للجميع فليس له تاريخ روائى أدبى كبير ولد عام 1965 -39 عاما- عمل مدرسا للغة الإنجليزية في المدارس الأمريكية حتى عام 1996، ثم ترك العمل متفرغا للعمل الأدبى وكتب 3 روايات قبل "شفرة دافنشي" لم تحقق ذات الشهرة لكنها اتسمت أيضا بالطابع البوليسي.


وقد بدأت فكرة رواية "شفرة دافنشي" عند قيام دان براون بدراسة الفن في جامعة أشبيلية في أسبانيا حيث تعلم بعض ألغاز لوحات ليوناردو دافنشي. ولعل تأثيرات بلايث زوجة الكاتب الرسامة ومؤرخة الفن واضحة في الرواية، حيث يمزج الكتاب بين تاريخ الفن والأساطير، ويقدم قراءات جمالية ممتعة لكنائس باريس وروما ولأعمال ليوناردو دافنشي.
من ناحية أخرى اعتمد المؤلف في كثير من معلوماته على قسم دراسة اللوحات وإدارة التوثيق بمتحف اللوفر وجمعية لندن للسجلات، ومجموعة الوثائق في دير ويستمينسير، واتحاد العلماء الأمريكيين وأيضا كتاب -محاط بالشك- بعنوان "دم مقدس كأس مقدسة".
ومنذ الصفحة الأولى من الرواية يقرر المؤلف عدة حقائق: أولاها أن جمعية "سيون" الدينية جمعية أوربية تأسست عام 1009 وهى منظمة حقيقية، وأنه في عام 1975 اكتشفت مكتبة باريس مخطوطات عرفت باسم الوثائق السرية ذكر فيها بعض أسماء أعضاء جمعية سيون ومنهم ليوناردو دافنشي، وإسحق نيوتن، وفيكتور هوجو. كما أن وصف كافة الأعمال الفنية والمعمارية والوثائقية والطقوس السرية داخل الرواية هو وصف دقيق وحقيقي.
داخل متحف اللوفر بباريس، وضمن أجواء بوليسية غامضة تبدأ رواية شفرة دافنشى من جريمة قتل أمين المتحف -القيم سونير- أحد الأعضاء البارزين في جماعة "سيون" السرية والذى ترك رسالة خلف لوحة ليوناردو دافنشى إلى حفيدته -صوفي- الإخصائية في علم الشفرات ضمنها كل الرموز السرية التى يحتفظ بها، وطالبها بالاستعانة في حل الشفرة بالبروفيسور "لانغدون" أستاذ علم الرموز الدينية بجامعة هارفارد، ومن خلال رحلة البحث عن حل شفرة الرسالة يتضح السر الذى حافظت عليه جماعة "سيون" الموجودة ضمن وثائق "مخطوطات البحر الميت" و"بروتوكولات حكماء صهيون".


بوضوح يعلن الكاتب تزييف رجال الفاتيكان لتاريخ المسيح ومحو كل الشواهد حول بشريته. كما يؤكد إهدار الكنيسة لدور المرأة حين حولت العالم من الوثنية المؤنثة إلى المسيحية الذكورية بإطلاق حملة تشهير حولت الأنثى المقدسة إلى شيطان ومحت تماما أى أثر للآلهة الأنثى في الدين الحديث. وحولت الاتحاد الجنسى الفطرى بين الرجل والمرأة من فعل مقدس إلى فعلة شائنة، وهو ما أفقد الحياة التوازن.


"الأنثى المقدسة" هى عقيدة جوهرية لدى جماعة سيون السرية. ولتأكيد هذه الفكرة يقدم دان براون قراءة جمالية ممتعة ومبدعة في لوحة "الموناليزا" والتى تعكس بوضوح إيمان ليوناردو دافنشى بالتوازن بين الذكر والأنثي. فالموناليزا كما يؤكد الخبراء لا هى ذكر ولا هى أنثى ولكنها التحام بين الاثنين، بل إن تحليل اللون بواسطة الكمبيوتر وتحليل صورة دافنشى نفسه يؤكد نقاطا متشابهة بين وجهيهما.


هنا يربط المؤلف اللوحة بتاريخ الفن القديم ومعتقدات دافنشي؛ فالإله الفرعونى "آمون" إله الخصوبة المصور على هيئة رجل برأس خروف والإلهة المؤنثة "إيزيس" رمز الأرض الخصبة والتى كانت تكتب بحروف تصويرية "ليزا" يكون في اتحادهما "آمون ليزا" أو "موناليزا" كما أرادها ليوناردو دافنشى دليلا على الاتحاد المقدس بين الذكر والأنثي. ولعله أحد أسرار دافنشى وسبب ابتسامة الموناليزا الغامضة.


كان ليوناردو دافنشى فنانا غريب الأطوار ينبش العديد من الجثث ليدرس البنية التشريحية عند الإنسان، ويحتفظ بمذكرات يكتبها بطريقة غامضة يعاكس فيها اتجاه الكتابة. وكان يؤمن بأنه يمتلك علما كيميائيا يحول الرصاص إلى ذهب، وكان يعتقد أنه قادر على غش الرب من خلال صنع إكسير يؤخر الموت.


وبرغم أنه رسم كمًّا هائلا من الفن المسيحى وبرغم طبيعته الروحانية فقد ظل على خلاف مستمر مع الكنيسة، يرسم الموضوعات المسيحية، لكنه يضمّن اللوحات الكثير من الأسرار والرموز التى تحتشد بمعتقداته الخاصة كأحد الأعضاء البارزين في جماعة "سيون" التى هى أبعد ما تكون عن المسيحية.


وفوق جدارية كنيسة سانتا ماريا في ميلانو بإيطاليا رسم دافنشى لوحته الأسطورية "العشاء الأخير" التى ضمنها الكثير من الأسرار والرموز حول عقائده. ويقدم دان براون قراءته الصادمة محاولا فك الشفرات وتحليل الخطوط داخل اللوحة.
ان الحبكة الرئيسية تتلخص في محاولات التغييب والتجاهل المتعمدة، من قبل المجتمعات الذكورية، لدور المرأة ومساهماتها في بناء التاريخ والحضارات البشرية باختلاف مراحلها واشكالها، والمؤسسات الدينية كلها لعبت ولا تزال تلعب جزءا كبيرا في تلك المحاولات، واذا كان ذلك غير واضح في المجتمعات المسيحية الغربية، بسبب التغييرات والتحولات المجتمعية التى اعطت للمرأة بعضا من حقوقها ودورها المغيب، فإن المجتمعات المسيحية الشرقية لا تزال تفرط في تغييب دور المرأة التاريخى الذى ـ على ما يبدو ـ يبث الذعر في هذه المجتمعات بدليل حرص الرقابة في لبنان، بلد الحريات، على منع رواية "شفرة دافنشي"، حيث اصدرات المديرية العامة للأمن العام في لبنان قرار بمنع تداول الرواية في أصلها الإنجليزى وترجمتها العربية والفرنسية بعد أن تصاعد غضب المركز الكاثوليكى للإعلام وأوصى بمنع الرواية. وموقف الكنيسة الكاثوليكية في لبنان يثير أكثر من تساؤل، خاصة أن الكنيسة الغربية بل و"الفاتيكان" نفسه لم يجرؤ على المطالبة بمصادرة الرواية أو منع توزيعها.
ولعلها المسافة السياسية والثقافية التى تعكس مناخا فارقا بين الشرق والغرب، فلم يعد مسموحا داخل المجتمع الأوربى بممارسات تتصدى لحرية التعبير أو حرية العقيدة.. بينما الأصل -لا يزال- في المجتمعات الشرقية والعربية -حتى لو كانت بلادا تتمتع بهامش حرية كلبنان- هو المنع والمصادرة.

و قد بدأ المخرج الحائز على جائزة الاوسكار رون هاورد التجهيز للانطلاق هذه الايام في تصوير فيلم الاثارة الديني "شفرة دافنشي" المقتبس عن الرواية ، و سيكون أبطال الفيلم هم الممثل الامريكي توم هانكس و الممثل البريطانى بول بيتانى و أيضاً الفرنسى جان رينو والبريطانيان إيان مكليلان وألفريد مولينا والممثلة أودرى تاوتو الوجه الأنثوي في البطولة. وسيعرض الفيلم في مايو -أيار- العام المقبل.

وسيتناول المخرج قصة فيلمه من هذه الرواية وسيتطرق وباسلوب روائى بحت لاحداث من حياة المسيح وسيرته. ولكن بصورة تختلف تماما عن الصورة التى وردت فى الكتب السماوية.. كما يصور الفيلم "الفاتيكان" بصورة مؤسسة دينية متسلطة، لكن الحبكة، قد جاءت فى ابراز دور المؤسسات الدينية ودور المجتمع الذكورى الذى ساد المجتمعات البشرية فى الالفى سنة الماضية دورهم فى تجاهل مساهمة المرأة ودورها الاساسى فى الحضارات البشرية عبر العصور الطويلة الماضية.


ويتحدث الفيلم عن ملحمة مشوقة تلتمس العثور على الكأس المقدسة التى شرب منها المسيح فى العشاء الاخير. والتى راح المسيحيون فيما بعد يجدون فى البحث عنها، كما تتحدث الرواية عن صراع تاريخى بين رؤيتين مختلفتين لما يتعلق بملحمة البحث عن الكأس المقدسة.
رؤية تصر على ابراز الدور المهم والرئيسى الذى لعبته "ماريا المجدلية" فى الديانة المسيحية. وبكونه اكبر بكثير من مجرد كونها ـ اى المجدلية ـ مثالاً لحادثة تبرز خصلة التسامح فى الدين المسيحي، ورؤية ثانية تنفى اى دور للمجدلية بخلاف كونها المثال الذى رسخ مبدأ التسامح فى العقيدة.


اما كيف اصبح دافنشى طرفا فى هذه الملحمة، فهو فى الفيلم دائما من انصار الرؤية الاولي، وانه قد استخدم شفرات فى كل اعماله، بدءا بالموناليزا، ووصولا الى "العشاء الاخير"، تشير وتذكر بهذا الدور الانثوى فى الحضارة البشرية.

ورغم ان الفيلم ليس فيلماً وثائقياً تبشيرياً يحاول إقناع المشاهد بحقيقة تاريخية معينة، فإنه فى تناوله المثير سيسلط الضوء على حقائق متعددة -لا حقيقة واحدة- طرحت فى الكتاب وقدمت رؤى انقلابية لتاريخ المسيحية وتاريخ المسيح؛ وهو ما دفع الناقد البريطانى مارك لوسون بوصفها "بالهراء الخلاب"، وهو ما دفع أيضا ثلاثة مؤلفين غربيين للرد عليها من خلال ثلاثة كتب: "الحقيقة وراء شفرة دافنشي"، "وحل شفرة دافنشي"، و"الحقيقة والخيال فى شفرة دافنشي".

هناك 7 تعليقات:

  1. في الحقيقة يا أخي العزيز ، لقد قرأت عن الموضوع في أحد مواقع النت، ثم تكرر الموضوع في عدة مواقع و رأيت أن إعادة الصياغة و شرح بعض الأمور لن تجدني كثيراً ، و لكن في العرض على الأخوة الكثير من الفائدة الثقافية

    ردحذف
  2. غير معرف1:10 ص

    أعتقد أن هذا المقال منقول، لقد قرأت بعض الأجزاء من هذه القصة بالعربية وأنا بصدد تجميع بيانات أكثر عن هذا الموضوع.

    الشيء الذي يجعلني أفكر هو، إذا كان المسيح شخص عادي فكيف إذا تتحقق فيه نبوات أو توقعات وردت في التوراة؟ ابحث عن إجابة شافية

    سأطلعكم على نتائج بحثي عندما أصل إلى شيء

    ردحذف
  3. غير معرف5:38 م

    اخى القارئ لايمكن ان يعقل ان السيد المسيح شخص عادى لانه حتى بعقلنا البسيط البشرى نقرأ فى كتبنا السماويه عن انه سياتى مره اخرى ليدين العالم و ميلاده و حياته و مماته معجزة وكفانا تحقق جميع النبؤات فى العهد القديم فى شخصيه السيد المسيح الاله

    ردحذف
  4. غير معرف12:34 ص

    إلى جميع من يقرؤون هذا المقال بغض النظر ان كان منقولاً أم لا لأن النقل هنا نقل ثقافي مساهم, المهم سؤالي لكل من استطاع دان براون أن يسيطر على دماغه, سؤالي بسيط وغير معقد: هل تعتقدون أن الله العظيم القوي القادر على كل شيء سيسمح بأن يتلاعب بعض الأشخاص بالتلاعب بكلامه وتزويره ؟ ألهذه الدرجة يمكن أن يكون الله ضعيفاً ؟؟؟ الرواية وكل ما جاء بها مجرد آراء ملفقة وكاذبة تعتقد بها مجموعة من المؤمنين بكتاب حكماء صهيون وما جاء به

    ردحذف
  5. غير معرف5:45 م

    Where did you find it? Interesting read » »

    ردحذف
  6. غير معرف4:49 م

    improve search engine ranking international seo backlinks building backlinks

    ردحذف