تلوث الهواء Air pollution .. ذلك القاتل الخفي

تلوث الهواء .. ذلك القاتل الخفي الذي يسري إلى أجسادنا عبر الهواء الذي نتنفسه. فلقد أظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء يقتل سنوياً 9 ملايين إنسان حول العالم، ويتسبب في خسائر اقتصادية تزيد من 4.6 تيليريون دولار نتيجة ما يلحق من ضرر بصحة الانسان وتكلفة الرعاية الصحية المقدمة لهؤلاء الضحايا.
كما أن تلوث الهواء يلعب دوراً كبيراً في تقليل كفاءة الجهاز المناعي للإنسان، وبالتالي قدرت منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء عام 2015 يعد مسئولاً عن 19% من وفيات مرضى القلب حول العالم، و 24% من وفيات مرضى حساسية الشعب الهوائية، و 21% من وفيات مرضى الجلطات و23% من وفيات مرضى سرطان الرئة.
وقد أشارت الإحصائيات أن 90% من هذه الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء تقع في الدول النامية والفقيرة، لكون تلوث الهواء بها أكبر، كما أن الرعاية الصحية للمرضى بها أقل.
نعم مدننا العربية ومدن العالم الثالث الأكثر تلوثاً إذا ما قارنتها بالمدن في العالم المتطور كنيويورك أو ستوكهولم أو سيدني الاسترالية!! 
ولقد أطلقت الأمم المتحدة موقعاً تفاعلياً على الأنترنت يمكنك من معرفة درجة تلوث الهواء في أي مدينة في العالم بالنسبة لمقياس وحد الأمان الصادر عن منظمة الصحة العالمية.
وفي استطلاع سريع لحالة تلوث الهواء في بعض المدن العربية ومقارنتها ببعض المدن الغربية وجدنا التالي:
يتجاوز معدل تلوث الهواء في القاهرة الحد المسموح عالمياً (الآمن) بمقدار يزيد عن 7.6 ضعف مستوى التلوث المقبول!!
بينما يتجاوز معدل تلوث الهواء في بيروت الحد المسموح عالمياً (الآمن) بمقدار يزيد عن 3.2 ضعف مستوى التلوث المقبول، وفي أبوظبي 5.6 وفي تونس العاصمة 3.8 ضعف الحد الآمن المسموح!!
أما في سيدني الاسترالية فتلوث الهواء يقل بنسبة 20% عن الحد الآمن المسموح (داخل الحدود الآمنة)، وكذلك الحال في نيويورك التي يقل تلوث الهواء فيها عن الحد الآمن بنسبة 10%.

يمكنك الدخول للموقع التالي، لمراجعة البيانات أو البحث عن مستوى تلوث الهواء في مدينتك.
http://breathelife2030.org

ثلاثة ارياع عينات عسل النحل حول العالم ملوثة ببقايا المبيدات!!

في دراسة على 200 عينة من عسل النحل جمعت من شتى انحاء العالم، وجد الباحثون أن 75% من عينات العسل ملوثة بمتبقيات من لمجموعة مبيدات Neonicotinoids واسعة الاستخدام في المبيدات الزراعية، فيما وجد أن 34% من هذه العينات عالية جداً في معدل التلوث بهذه المجموعة من المبيدات لحيث من المؤكد أنها تسبب أضراراً بالغة بالنحل وتؤدي لتدمير الخلايا. يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد حظر دخول أو استخدام هذه المجموعة من المبيدات لدول الاتحاد منذ العام الماضي بعد استخدام واسع لها لعشرات السنوات.

المصدر

مخلفات استخلاص زيت الزيتون .. مشكلة بيئية كبيرة في طريقها للحل.

يعتبر زيت الزيتون منتجاً غذائياً فائق الأهمية بالنسبة للمستهلكين، كما أنه يوفر لمزارعيه دخلاً اقتصادياً ممتازاً. إلا انه وتحت طريقة الانتاج الحالية ينتج عن عملية استخلاص الزيت مخلفات صلبة وماء عادم ملوث، يمكن أن يلحق ضرراً شديداً بالمجاري المائية وبالتربة الزراعية إذا تم تصريفه إليها. ووفقاً لطريقة الانتاج الحالية فإنه يتم جرش (تهشيم crushed) حبات الزيتون وخلطها مع الماء في الطاحونة، ومن ثم فصل الزيت عن الماء لاختلاف الكثافة. إلا أن الماء المتخلف والمختلط بالجزء الصلب المتخلف يظل حاملاً لبقايا الزيت بحيث يمنع تبادل الغازات (الأكسجين) إذا ما تم صرف هذه المياه العادمة في المجاري المائية أو التربة فتموت الكائنات الحية بها نتيجة عدم كفاية الأكسجين والاختناق. وفي دول حوض البحر المتوسط - والتي تنتج 97% من الانتاج العالمي من زيت الزيتون - ينتج عن عملية استخلاص الزيت ما يزيد عن 8 بليون جالون من هذا الماء العادم سنوياً!! وقد ظهرت سابقاً عدة محاولات لمعالجة هذه المياه وتقليل الضرر البيئي الناتج عنها، حيث حاول بعض الباحثون حرق هذه المخلفات للتخلص من بقايا الزيت والمادة الصلبة المتخلفة، إلا أن هذه التقنية واجهت عدة صعوبات منها ارتفاع التكلفة والتلوث الهوائي الكبير الناتج عنها.

إلا أن الباحث مجدي جوجورم (فرنسي من أصول مغاربية) وفريق عمله قد نجحوا في تقديم حل قد يكون نهاية للمشكلة من خلال توصلهم لطريقة لتحويل هذه المخلفات إلى منتج اقتصادي نافع. وقد اعتمدت الطريقة على خلط هذا الماء العادم والمادة الصلبة المختلطة به مع مادة أخرى تعد من المخلفات العادمة الملوثة للبيئة والمنتشرة في دول حوض البحر المتوسط وهي نشارة السرو (الصنوبر) cypress sawdust، ومن ثم يتم تجفيف الخليط وتبخير الماء وتكثيفه لاحقاً للاستفادة منه في ري المزروعات بأمان، أما الخليط الصلب المتخلف فيتم تعريضه لحرارة عالية بمعزل عن الهواء لتتحلل وينتج عن هذه المعاملة البيوجاز (غاز حيوي قابل للاحتراق) وفحم، ثم قام الباحثون بتكثيف الغاز الحيوي الناتج للحصول على وقود سائل عالي القيمة. أما الفحم الناتج فهو غني جداً بالبوتاسيوم والفسفور والنيتروجين بحيث يمكن استخدامه كسماد عضوي حيوي، وقد قام الباحثون بتجربته عملياً كسماد، حيث ظهر بعد 5 أسابيع أثر كبير -معنوي- له على تحفيز نمو النباتات وزيادة حجم الأوراق مقارنة مع نباتات أخرى تم تسميدها بالطرق التقليدية.

المصدر

*:-.,_,.-:*'``'*:-.,_,.-:*'``'*:-.,_,.-:*'``'*:-.,_,.-:*'`

د/ أشرف خليفة  Dr. Ashraf Khalifa

ashraf.khalifa@gmail.com

ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ ツ