ظهرت خلال الخمس سنوات الأخيرة (منذ عام 2015) تكنولوجيا لجمع غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي بواسطة مضخات سحب واحتجازه بواسطة مرشحات ومركبات وكيميائية لتحويله إلى فحم أو وقود كربوني سائل (جازولين -ديزل -وقود طائرات)، ورغم كون هذه التكنولوجيا من الناحية النظرية قد تحل مشكلة زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو وما يصاحبه من تغيرات مناخية، إلا أن المشكلة التي واجهت هذا الحل الثوري كانت هي ارتفاع التكلفة المادية لهذه التكنولوجيا والتي كانت تبلغ 600 دولار لكل طن من ثاني أكسيد الكربون يتم احتجازه، وبالتالي فإن تحويله لمركبات كربونية أو وقود بهذا السعر يعد أمراً غير اقتصادي.
إلا أن دراسات حديثة قام عدد من الباحثين من جامعة هارفارد الأمريكية -وتأسست على أساسها شركة تجارية تعمل في هذا المجال- اثبتت انه اصبح بالامكان خفض تلك التكلفة للتراوح حالياً بين 94-232 دولار لكل طن من ثاني أكسيد الكربون، مع توقعات بانخفاض هذه التكلفة خلال مدة قصيرة لتصبح أقل من 50-90 دولاراً للطن خلال وقت قصير.
فهل تتنافس الدول قريباً لاحتجاز الكربون من الهواء الجوي كما تتنافس الآن على آبار البترول والغاز الطبيعي؟! وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على النباتات التي تحتاج ثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي؟! وهل لو تمكن الانسان من ذلك سيصل لتحقيق الإتزان المطلوب في نسب الغازات في الغلاف الجوي؟!
هذا ما سيجيب عنه المستقبل القريب للبشرية.